اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان سيدنا محمد رسول الله واشهد ان المسيح عبدالله ورسوله

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 31 يوليو 2012

سوات جيش البرادعي

عمرو عبدالعزيز يكتب : سوات جيش البرادعي

(( من برقيات الويكليكس 2008 :
" أبدى الجنرال بتريوس والقادة العسكريون الأمريكيون اعتراضهم على استمرار الجيش المصري في التدرب على القتال (جيش - جيش) على اعتبار أن الجيش الآخر هو اسرائيل فقط كعقيدة ثابتة منذ الستينيات !
يتساءل (بتريوس) : أليس هناك سلام بين مصر واسرائيل ؟ أليس من الضروري أن يتدرب الجيش المصري على أنواع جديدة من الحروب الحديثة لمواجهة التحديات المعاصرة ..
مثل .. مثل ..
مثل الحرب على الإرهاب مثلاً ! ))

***
يقف العجوز (ميراج خان) خارج خيمة الإيواء ملتحفاً ببطانية مهترئة ، ينظر في تأمل مرير إلى الأفق حيث تدور ثلاث طائرات هيلكوبتر باكستانية فوق إحدى القرى كالصقور تبحث عن المجهول .. و من آن لآخر ينطلق صاروخ من إحداها ليدوي انفجار محدود يعني تمزق أحدهم .. مع ذلك البحث لا يتوقف والطائرات لا تهمد !
أهذا هو جيش بلده ؟!
أهذه هي بلده؟!
مستحيل !
انه جندي سابق بالقوات المسلحة ، بل لقد كان أحد العسكريين الكوماندوز النخب الذين شاركوا في عملية (جبرالتار) ضد الهند في عام 1965 ! إنه عجوزٌ جداً الآن .. لكنه يتذكر هذه الأيام كأنها الأمس .. يتذكر كيف تخفى بين أهل كشمير .. كيف راح يحدثهم عن الإسلام والأخوة الدينية وضرورة مقاومة الهندوس المجرمين ليرحلوا عن أرض الاسلام .. يتذكر كيف ظل الجيش الباكستاني المسلم لا عدو له في العالم سوى المشرك الهندوسي عدو الإسلام ، ولا هم له في العالم إلا تحرير مسلمي كشمير والبنجلاديش من قبضة المشركين .. كيف كان كل منهم يذهب لجبهة القتال ضد الهندوس وهو يقسم بأنه سيفعل ما بوسعه كي يوقف تلك الغطرسة الهندوسية الكافرة عند حدودها ..
هكذا ظل في الخدمة لسنوات طويلة .. شارك في حرب 1971 ضد الهند مرة أخرى .. إنهم أعداؤه .. أعداء بلده .. هذه هي عقيدته التي نشأ عليها في الجيش الباكستاني والتي تدرب من أجلها كثيراً .. جيش أعداء الله هؤلاء هو همنا الأول والأخير .. حماية أهل الاسلام والمسلمين في كشمير وغيرها هو همنا الأول والأخير ..
هذا جيشنا ..
هذه عقيدتنا ..
ثم جاء الأمريكان ..
وجاء معهم ساسة وجنرالات يستمعون إلى نصائح أمريكا بشغف .. لم يكن بمقدورهم شئ فالضغط شديد وهم أناس ضعيفو الأخلاق والمبادئ أصلاً ..
يقترح الأمريكان اقتراح هام .. يعترض عليه الكثيرون .. لكن يتم اخراج المعترضين من الخدمة العسكرية !
ما هو هذا الاقتراح ؟
طوروا جيشكم .. أضيفوا إلى عقائد الجيش عقيدة هامة وجديدة لمواكبة العصر الحديث : مكافحة الإرهاب والحروب الأهليه .
لماذا تعترضون ؟ إن كل جيوش العالم الحديثة عندها ذات العقيدة .. إنها صفات الجيش الحديث المعاصر ..
صدق الجنرالات على كلام الأمريكان .. قاموا بتدريب جيوشهم على مكافحة (الإرهاب) .. ألف باء مكافحة (الإرهاب) و (قمع النزاعات الأهليه) هي أن الجندي الباكستاني سيوجه - للمرة الأولى في تاريخه - مدفعه نحو باكستاني مثله بصورة رسمية .. للمرة الأولى سيقتل مسلماً مثله .. حتى لو كان إرهابياً أو خطيراً فلم يكن بمقدور الجيش اطلاق قذيفة على أبناء وطنه .. سابقاً !
في بدايات هذه التدريبات والتغييرات الدراماتيكيه في عقيدة الجيش كان (ميراج خان) متحمساً .. كان يجادل أبناءه وأحفاده بأن الإرهابيين ليسوا مسلمين ولا يستحقون الجنسية الباكستانية أو الشفقة .. كان مؤمناً بجنود باكستان الشرفاء وعقيدتهم القوية .. لم يأبه كثيراً لتساؤل زوج ابنته الرائد (زولماي سغال) المنطقي : نعم سنحارب الإرهاب .. لكن أي إرهاب ؟ ألا تسمى أفعال الهنود (إرهاباً) ؟ إن الإرهاب الذي يقصدونه - يا حماي - هو الإرهاب الجديد .. الإرهاب بالمفهوم الأمريكي .. كل مسلم سيفكر خلاف أمريكا سيصبح إرهابياً علينا قتله !
اعترض (ميراج خان) أيامها عليه .. مستحيل .. مستحيل أن يصبح جيشه المسلم سليم العقيدة عميلاً للغرب .. إنهم يستطيعون تمييز الإرهاب جيداً ..
الآن يبكي .. انحدرت الدموع من عينيه بغزارة .. لقد قُتل (زولماي) فيما بعد على يد مجموعه من بني بلدته .. حينما صدر القرار (الأمريكستاني) بشن الحرب على إرهابيي وادي سوات (حيث يسكن هو وأسرته) اندفعت الدبابات بجنون ليثبت جنودها لقادتهم أنهم أحسنوا التدريب .. انطلقت آلاف القذائف وذبح مئات المدنيين أمام أسرهم .. ارتكب الجيش فظائع مبررة بالنسبة له .. فكل من يعاون القتله الإرهابيين هو إرهابي بالمثل .. أياً كان عمره أو جنسه .. هؤلاء الإرهابيون المجرمون يريدون تدمير باكستان الجميلة .. إنهم ضد (الدولة المدنية) والحضارة وأنصار الدولة الدينية الإرهابية .. لابد من القضاء عليهم وعلى من يقف بجوارهم ..
بينما ازدادت وحشية كل مواطن عادي نجا من مذابح الجيش وفقد أسرته .. وارتكب فظائع مبررة بالنسبة لهم .. قتل المدنيين مئات الجنود .. فجروا عشرات المدرعات .. يريدون الانتقام من هذا الظلم البين لهم ..
بدأت المذابح تشتد .. والحرب تستعر بين الجيش وأهل البلد .. باكستان تحولت إلى جحيم ..
إنه عام 2009 الكئيب المحزن على أهل باكستان .. العام الذي تحول فيه وادي سوات مضرب الأمثال على الجمال والخضرة المبهرة التي تنتثر جداول المياه والبحيرات الخلابه في كل أنحائه .. تحول هذا الوادي إلى خراب .. إلى جحيم فوق الأرض .. تشريد عشرات الآلاف ومقتل وذبح آلاف المدنيين الآخرين ..
لقد تغيرت عقيدة الجيش فعلاً .. قبل عشر سنوات فقط خاض حرب ضد (الهند) من أجل حماية (المسلمين من غير مواطني بلده) .. الآن أصابه الجنون بالعقيده الجديده فيخوض حرباً ضد ( مسلمي بلده) بالتعاون أحياناً مع (الهندوس) و (الأمريكان) !
ياله من تطور رهيب يا (ميراج خان) !
دخل (ميراج) إلى خيمته .. استمر في البكاء بلا توقف .. لقد فقد أسرته كلها في هذه الحرب .. لم يتبق له أحد كي يحكي الماضي الفاخر .. يحكي له عن يوم ما كانت عقيدة الجيش هي محاربة العدو الهندوسي من أجل مسلمي بلده ..
فقط !

***

(( برنامج (شاهد على العصر) على قناة الجزيرة .. 1999 ..
(عقيدة الجيش المصري القتاليه يشرحها الشاذلي)

أحمد منصور : هل تتوقع قيام حروب قادمة بين العرب وإسرائيل ؟ أم أن حرب أكتوبر كما ذكر البعض ستكون نهاية الحروب ؟
سعد الدين الشاذلي (رئيس أركان القوات المسلحه في حرب أكتوبر) : من المؤكد أنه ستقوم حروب قادمه .. ويؤيد ذلك الإيمان بالله .. وبكتاب الله ورسوله ..
أحمد منصور : أنت لا تسقط البعد الايماني ؟!
الشاذلي مستنكراً :لا .. إطلاقاً .. هو احنا من غير البعد الايماني يبأه نساوي شئ ؟! احنا بدون الايمان لا شئ .. وكلمة الله أكبر هي عنصر أساسي من النصر ..
العظيم في هذا .. أن هذه الرؤيه الايمانيه .. تؤيدها الرؤيه الاستراتيجيه .. لأن الرؤيه الاستراتيجيه تقول : لابد إن عاجلاً أو آجلاً أن ينتصر العرب على اليهود ..
الضعف الحالي للعرب هو ضعف مؤقت .. لا ضعف مستديم .. سنحرر يوماً فلسطين بما فيها الأراضي المحتله .. ))

***
((جريدة الشروق .. 2011 ..
(د.محمد البرادعي يقترح اضافة عقائد جديده قتالية للجيش المصري)

- د.برادعي .. كيف تنظم العلاقة بين الجيش والدولة ؟
-الجيش عليه دور كبير اليوم والعالم يتغير، فهناك أخطار جديدة تواجه مصر والجيش، غير الخطر التقليدى وهو إسرائيل، يتمثل فى الجريمة المنظمة والإرهاب، وأنا بهذا لا أغير عقيدة الجيش وإنما أضيف إليها لمواجهة التحديات الجديدة وما نراه فى سيناء مؤخرا هو مثال لذلك.
( كانت هناك وقتها عمليات قتالية ساذجة مجهولة النسب وإن نسبها العلمانيون للإسلاميين لاستفزاز الجيش وظهرت بوادر تحرك الجيش لضرب المدنيين البدو أيامها .. لولا أن الله سلم وتوقف الجيش لتحولت سيناء لوادي سوات جديد)

!! ))

أين سمعنا هذا الاقتراح من قبل ؟ أي إرهاب يقصده الدكتور ؟
أجب بينك وبين نفسك بحياد وضمير يقظ ..
أين قرأت هذا الاقتراح من قبل يا عزيزي البرادعاوي ؟ من أول من اقترحه وماذا كانت نتيجته ؟ كيف لا يطرح أي مرشح أو سياسي آخر هذا الاقتراح .. ولماذا لم يقله سوى البرادعي في 2011 وهو على بعد سنتين فقط من مأساة وادي سوات التي حدثت أساساً بسبب هذا الاقتراح الأمريكي !
ما هو الإرهاب في مفهوم البرادعي ذي المنطق والمصطلح الغربي (وانت تفخر بهذا فلا تنكره) ؟ ألا يعد إرهاب إسرائيل هو أخطر إرهاب في العالم ؟ هل جيش دولة ضعيفة في العالم الثالث يتحمل (تنوع العقائد القتالية) ؟ لقد حدث هذا في باكستان ولم يتحمل جيشها هذا التنوع .. فكانت النتيجة أنه انشغل بالمذابح والحرب على (الإرهاب) ! أكان هذا غائباً عن البرادعي ؟!
ألم تكن اضافة عقيدة (مكافحة الإرهاب) إلى عقائد الشرطة المصرية هي حجر الأساس للبلاء الذي أصاب الشعب بعدما توحشت الشرطة عليه باعتبار كل معارض هو مشروع إرهابي يجب قمعه ؟!
ثم أليس أغلب الشباب المحتجزين للمحاكمات العسكرية الظالمة كانت تهمتهم الأولى هي (الإرهاب) ؟
ما بالك لو تدرب الجيش على سحق المدنيين المصريين (الإرهابيين) أو (جريمة قلب نظام الحكم المنظمة) ؟ ألم يكن وقتها ميدان التحرير هذا ليدك دكاً على من فيه بتهمة إشاعة الإرهاب وقلب نظام الحكم بصورة منظمة ؟ أتغيب عنك رؤية الجيش (المستمرة إلى الآن) بأن ما حدث في ثورة يناير هو (إرهاب منظم) قامت به (عناصر إرهابية) ؟! ولم يوقف القادة عن سحق المتظاهرين إلا عدم تعود الجنود والظباط في الجيش على قتل أي مدني مصري لأي سبب !
نعم يا عزيزي ..
هذا بالظبط ما كان ينتظرنا إن اصبح البوب رئيساً .. لربما أصبح ميدان التحرير أو سيناء حينئذٍ سواتٌ جديدة لجيش البرادعي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق